تصميم مسرحي مبتكر يجسد ثنائية السماء والتراب في تايبيه

حفل "deca joins 2024 Heaven And Dirt" يدمج الفن والتقنية لتجربة حسية فريدة

استند مفهوم الحفل إلى ثنائية "السماء والتراب"، مستلهماً من التصور البشري القديم للعالم كسماء دائرية وأرض مربعة. ورغم أن هذا التصور أُثبت خطؤه علمياً، إلا أنه يرمز إلى شغف الإنسان الدائم بالاستكشاف وإعادة تعريف رؤيته للعالم. وقد انعكست هذه الروح الاستكشافية في تصميم المسرح، حيث تم تحويل الرموز الفلسفية إلى عناصر بصرية ملموسة، لتصبح جزءاً من تجربة الجمهور الحسية.

تميز التصميم بتركيب إنشائي ضخم يتألف من دائرة إضاءة معلقة فوق رؤوس الجمهور، تمثل السماء، وشاشات LED مستطيلة متحركة تجسد الأرض. وقد أتاح هذا التكوين للفنانين الاندماج مع العناصر البصرية، ليشعر الحضور بأنهم محاطون بعالم متكامل من الضوء والصورة. وركز فريق التصميم على تقديم تجربة بصرية قوية وبسيطة في آن واحد، تترك أثراً دائماً في ذاكرة المشاهدين.

اعتمدت التقنية المستخدمة على شاشات LED ذات تصميم شريطي يسمح بالرؤية من خلالها، ما أضفى بعداً غامضاً على المشهد الافتتاحي للحفل، حيث اختفت ظلال الفرقة خلف الشاشة، مثيرة فضول الجمهور. أما دائرة الإضاءة العلوية فقد زُودت بتقنية TB1230، مما أتاح تحريكها رأسياً وتغيير زواياها، لتتحول إلى عمل فني ديناميكي يضفي طابعاً متجدداً على الفضاء المسرحي.

واجه فريق التصميم تحديات تقنية وإبداعية، خاصة مع رغبة الفرقة في الابتعاد عن الأساليب التقليدية في الإضاءة والتركيز على خلق فضاء شعري يواكب الطابع الفني غير السائد لموسيقى deca joins. وقد تم تكبير شاشات LED لتصل إلى عرض 22 متراً، بهدف تحقيق إحاطة بصرية قصوى، مع مراعاة متطلبات المكان واللوائح الفنية. وجرى توظيف الإضاءة والمرئيات لخدمة الموسيقى، ما أتاح للجمهور الانغماس في تجربة سمعية وبصرية نقية.

استلهمت عناصر العرض من رمزية الماء في أغاني الفرقة، حيث شكلت مقاطع مثل "Bathroom" و"Fog" و"Heavy Rain" و"Waves" الهيكل الأساسي للحفل. واختتم العرض بأغنية "B1" التي جمعت بين الخيال البصري لأعضاء الفرقة وأسلوب سريالي، لتفتح آفاقاً جديدة في التعبير المسرحي. وقد حاز هذا التصميم على جائزة Iron في مسابقة A' Design Award لعام 2025، تقديراً لابتكاره وتكامله مع أفضل الممارسات الصناعية.

يجسد حفل "deca joins 2024 Heaven And Dirt" نموذجاً رائداً في دمج الفن والتقنية، حيث تحولت خشبة المسرح إلى لوحة فنية تفاعلية تعيد تعريف العلاقة بين الجمهور والموسيقى. يمثل هذا الإنجاز دعوة للمصممين والفنانين لاستكشاف آفاق جديدة في تقديم العروض الحية، تجمع بين العمق الفلسفي والابتكار التقني، وتمنح الجمهور تجربة لا تُنسى.