روكوكو ميموري: تجديد سكني يمزج الفخامة الأوروبية بالدفء الأسري

تصميم تشونغ تينغ وانغ يحول شقة قديمة إلى قصر عصري ينبض بالفن

يعد مشروع "روكوكو ميموري" من تشونغ تينغ وانغ مثالًا بارزًا على قدرة التصميم الداخلي على إعادة تعريف المساحات السكنية، حيث يستلهم التصميم من رحلات المالكة كعضوة طاقم طيران وتجاربها في زيارة المعالم الفنية الأوروبية. هذا التجديد لم يقتصر على تحديث الشقة القديمة فحسب، بل حولها إلى مساحة تعكس ذوقًا رفيعًا يجمع بين الطابع الأوروبي الكلاسيكي واللمسات المعاصرة، ليخلق أجواء قصر منتجع دون أن يفقد حس الألفة والاحتواء.

تتجلى فرادة المشروع في التفاصيل الدقيقة التي تبرز منذ لحظة الدخول، حيث تزين الألواح الأنيقة جدران المدخل وخزائنه، وتضفي الأرضيات المزخرفة وورق الجدران المزين بالزهور طابعًا فريدًا يهيئ الزائر لأجواء فخمة. أما جدار التلفاز، فيحاكي شكل المدفأة الكلاسيكية مع أعمدة جانبية تخفي وحدات التخزين بذكاء. وفي خلفية الأريكة، تبرز لوحة فنية مرسومة يدويًا على قاعدة من ورق الذهب، تصور طيورًا وزهورًا ترمز إلى مشاعر الأسرة، مما يمنح المكان بعدًا عاطفيًا وفنيًا في آن واحد.

واجه المشروع تحديات تقنية تتعلق بضيق المساحة ووجود أعمدة وعوارض هيكلية، إلا أن التصميم تغلب عليها من خلال توزيع متناغم للأثاث واستخدام عناصر متناظرة مثل خزائن الأحذية عند المدخل، ما أضفى إحساسًا بالاتساع. كما تم دمج عناصر الروكوكو والباروك في الجدران والألوان، مع اعتماد لوحة ألوان ذهبية فاخرة في المناطق العامة، لتعكس أجواء القصور الأوروبية وتمنح المكان طابعًا ملكيًا.

من الناحية الوظيفية، أعيد توزيع المساحات الداخلية بإزالة الجدران الفاصلة بين المطبخ وغرفة الطعام، ما أتاح إنشاء مطبخ مفتوح ومنطقة دراسة تعزز التواصل بين أفراد العائلة. وتبرز اللوحات الجدارية المرسومة يدويًا، خاصة في نهاية الممر الضيق الذي تحول إلى رواق ثقافي لعرض مقتنيات الأسرة الفنية من رحلاتهم، كعنصر رئيسي يضفي على المكان طابعًا شخصيًا ويعكس دفء العلاقات الأسرية.

يؤكد تشونغ تينغ وانغ أن دمج الثقافة المعمارية الأوروبية مع الروكوكو في منزل عائلي يتطلب توازنًا دقيقًا بين الفخامة والرومانسية والدفء، وهو ما تحقق من خلال مزج الألوان واللوحات الفنية بعناية. وقد حظي المشروع بتقدير عالمي، حيث نال جائزة البرونز في جائزة A' Design لعام 2025، تقديرًا لإبداعه في تحسين جودة الحياة وإثراء المشهد الفني والمعماري.

يجسد "روكوكو ميموري" كيف يمكن للتصميم الداخلي أن يحول ذكريات الطفولة ومساحات الماضي إلى بيئة معاصرة تحتضن ثلاثة أجيال، وتعيد تعريف معنى المنزل كفضاء يجمع بين الفخامة والحنين والابتكار. يمثل المشروع دعوة لإعادة اكتشاف الإمكانات الكامنة في المنازل القديمة، وتحويلها إلى تحف معمارية تنبض بالحياة والفن.