منزل الوتد: هندسة معمارية مبتكرة على سفح جبل ساتسوكي

تصميم فريد يتحدى التضاريس الصعبة ويحتفي بجمال المناظر الطبيعية

يقع منزل الوتد عند سفح جبل ساتسوكي، حيث يفرض الموقع الجغرافي تحديات استثنائية بسبب ضيق المساحة وانحدارها الحاد، إضافة إلى وجود جدار احتجاز قديم وعالٍ يتطلب تقنيات بناء دقيقة لتجنب أي ضغط إضافي عليه. استلهم كيوشي سوجيموتو تصميمه من هذه الظروف الفريدة، فاختار شكلاً مقطعياً يشبه الوتد، حيث تبدأ المساحة من أصغرها في القبو وتزداد تدريجياً مع ارتفاع الطوابق.

تميز التصميم باعتماد هيكل مختلط من ثلاثة طوابق، حيث شُيد الطابق السفلي من الخرسانة المسلحة ليمنح شعوراً بالأمان وكأنه يحتضن سفح الجبل، بينما صُممت الطابقان العلويان من الخشب لتوفير خفة هيكلية وتكامل بصري مع الطبيعة المحيطة. أتاح هذا النهج تحقيق أقصى استفادة من المساحة المتاحة، مع الالتزام الصارم بنسبة تغطية البناء البالغة 40% التي تفرضها اللوائح المحلية.

تُعد الواجهة الشرقية والغربية من أبرز العناصر المعمارية، حيث تم تغطيتهما بألواح فولاذية من الجالفالوم الفضي، لتدعم الأرضية الكابولية البارزة وتؤطر الإطلالة الجنوبية الخلابة. صُمم الطابق الثاني ليكون مساحة المعيشة الرئيسية، حيث يوفر إطلالة بانورامية على سهول أوساكا من خلال شرفة سماوية، بينما يضم الطابق الأول منطقة خدماتية ومكتباً يطل على المساحات الخضراء للحديقة المجاورة.

واجه المشروع تحديات تقنية وإبداعية عديدة، أبرزها تحقيق الاستقرار الهيكلي على أرضية شديدة الانحدار دون التأثير على الجدار الاستنادي القديم. أظهرت أبحاث التصميم حول الهياكل البارزة في المباني الخشبية نتائج مثمرة، حيث تم تطوير نظام هيكلي يوازن بين الأمان والاستدامة، مع الحفاظ على جمالية الشكل الخارجي وتكامل المساحات الداخلية.

حصل منزل الوتد على جائزة البرونز في جائزة A' العالمية للهندسة المعمارية لعام 2025، تقديراً لقدرته على دمج أفضل الممارسات في الفن والعلم والتصميم والتكنولوجيا، ولإسهامه في تحسين جودة الحياة من خلال حلول معمارية مبتكرة تعزز العلاقة بين الإنسان والطبيعة.

يمثل منزل الوتد نموذجاً ملهمًا لكيفية تحويل القيود إلى فرص للإبداع، حيث يوازن بين المتطلبات التنظيمية، واستغلال المساحة، والاندماج البصري مع المشهد الطبيعي. يبرز هذا المشروع أهمية التفكير التصميمي المتجدد في مواجهة تحديات المواقع الصعبة، ويدعو المعماريين والمصممين لاستلهام حلول جريئة تواكب تطلعات المستقبل.