منزل الخشب بلا بصمة: هندسة معمارية مستدامة في قلب كوستاريكا

تصميم أوليفر شوتيه يجسد الابتكار البيئي والحلول السكنية المتجددة

استلهم أوليفر شوتيه تصميم منزل الخشب بلا بصمة من تاريخ المشاريع السكنية الجاهزة في المواقع النائية، مثل "المنزل الاستوائي" لجان بروفه و"منزل دايماكسيون" لبكمينستر فولر. كما استند المشروع إلى خارطة طريق تهدف إلى تحقيق التوازن في انبعاثات الكربون في كوستاريكا، حيث يوفر التصميم المعياري خيارات متعددة للمالكين للمساهمة في هذا الهدف الجماعي.

يمتاز المنزل بتكامله الحيوي مع الغابات الاستوائية المحيطة، معتمدًا على استراتيجيات التصميم السلبي مثل التوجيه المناسب للموقع واستخدام الموارد الطبيعية. يجمع المشروع بين تقنيات البناء الصناعية والمواد المحلية المتجددة، ما يعزز من استدامته البيئية ويقلل من بصمته الكربونية.

يعتمد التصميم على شبكة مكانية بمقياس ثلاثة في ثلاثة أمتار، ما يسمح بتخصيص المساحات وفق احتياجات وميزانيات العملاء. في هذا النموذج الخشبي، تم تنفيذ رغبة العميل في وجود منطقتين خاصتين منفصلتين من مستويين على جانبي الهيكل، مع منطقة اجتماعية مزدوجة الارتفاع بينهما. تم تصنيع المبنى بالكامل من الخشب، باستخدام نظام الخشب الرقائقي المحلي، مع إمكانية اختيار مواد هيكلية بديلة حسب متطلبات الأداء والموقع.

يتيح المنزل خيارات مستقلة بالكامل للمواقع خارج الشبكة، بما في ذلك إنتاج الطاقة في الموقع ومعالجة مياه الصرف الصحي. وتستمر عمليات البحث والتطوير من خلال التعاون مع الجامعات ومزودي المواد المحليين، مما يسهم في تحسين الأداء البيئي وخفض التكاليف وتعزيز الفوائد المجتمعية.

يعد منزل الخشب بلا بصمة جزءًا من سلسلة منازل "بلا بصمة" الحائزة على جوائز عالمية، حيث يمثل نقلة نوعية في مفهوم التنمية المستدامة والتحول نحو التطوير المتجدد في كوستاريكا. وقد حاز المشروع على جائزة البلاتين في جوائز التصميم المستدام لعام 2025، تقديرًا لتميزه وابتكاره في تقديم حلول معمارية تواكب تحديات العصر.

يؤكد منزل الخشب بلا بصمة أن الابتكار في التصميم المعماري يمكن أن يكون قوة دافعة نحو مستقبل أكثر استدامة، داعيًا المعماريين والمطورين إلى تبني استراتيجيات البناء البيئي والتقنيات المتجددة لتحقيق التوازن بين الجمال، الأداء، والمسؤولية البيئية.