خاتم "الرخويات البحرية": تحفة تجمع بين الطبيعة والفن المعماري

تصميم تزييني مستوحى من الحلزونات البحرية يحتفي بجمال الطبيعة والهندسة

استلهم تيزيانو أندورنو تصميم هذا الخاتم من البنية الحلزونية الرائعة للرخويات البحرية، حيث أجرى دراسة معمقة لتحليل هندستها الطبيعية. أظهرت هذه الدراسة مدى الكمال المعماري الذي تتمتع به هذه الكائنات، ما دفع المصمم إلى ترجمة هذا الجمال الطبيعي إلى قطعة فنية فريدة. يمثل الخاتم تلاقياً بين الطبيعة والفن، ويعد بمثابة تحية لعجائب العالم البحري.

يتميز التصميم بدمج مواد طبيعية مختارة بعناية، ليجسد مفهوم القطعة الدائرية التي تتكامل أجزاؤها ولا يمكن لأي جزء منها أن يوجد بمعزل عن الآخر. يبرز هذا النهج الفريد في التصميم أهمية فهم الطبيعة كمصدر إلهام أساسي، حيث تتيح دراسة العناصر الطبيعية اكتشاف حلول تقنية مبتكرة لتحويلها إلى وظائف صناعية، مع الحفاظ على جوهرها وجعلها في متناول الجميع.

تم تنفيذ الخاتم باستخدام تقنيات متقدمة تجمع بين الحرفية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة. بدأ العمل بتشريح رخوية بحرية لإنشاء منحوتة، ثم تم مسح الجزء غير المستخدم ضوئياً بتقنية ثلاثية الأبعاد. صُنع الخاتم من ستة أجزاء مصبوبة من ذهب عيار 18 قيراطاً باستخدام تقنية الشمع المفقود، وزُين بحجر تورمالين مركزي مقطوع بدقة لتعظيم انعكاساته الضوئية، بالإضافة إلى ترصيع دقيق بالألماس وتغليف نهائي بطبقة من الروديوم.

تتراوح أبعاد الخاتم بين 34.40 ملم و26.30 ملم في الارتفاع، وقطر الجزء العلوي بين 34.20 ملم و27.60 ملم، بينما يتراوح قطر الجزء السفلي بين 19.20 ملم و17.80 ملم. يعكس التصميم الهندسي للخاتم تعقيد الطبيعة البحرية وتنوع ألوانها وأشكالها، كما يسلط الضوء على التحديات البيئية مثل تغير المناخ وتأثيره على الشعاب المرجانية وألوان الأصداف.

حاز خاتم "الرخويات البحرية" على جائزة الفضة في مسابقة A' Design Award لعام 2025، تقديراً لمستواه العالي من الابتكار والمهارة الفنية. يشكل هذا العمل تذكيراً بقيمة الطبيعة كمصدر إلهام لا ينضب، ويدعو إلى التأمل في أهمية الحفاظ على التراث البيئي والثقافي للبحار والجزر.

يبرهن هذا التصميم على قدرة الفن المعاصر على إعادة صياغة عناصر الطبيعة وتحويلها إلى قطع فنية تحمل رسائل بيئية وثقافية عميقة، ما يجعله مثالاً يُحتذى به في عالم المجوهرات الراقية والتصميم المستدام.