إحياء مبنى تاريخي على ضفاف بحيرة أويبرلينغن بتصميم معاصر

تجديد مبنى القرن السابع عشر يدمج بين الأصالة والاستدامة والابتكار

يقع المبنى التاريخي في العنوان Seepromenade 11 بمدينة أويبرلينغن، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، حيث أصبح معلمًا بارزًا في المنطقة منذ أن تحول إلى مطعم عام 1957. استلهم التصميم الجديد من موقع المبنى الفريد المطل على البحيرة، إذ تم اختيار المواد والألوان بعناية لتعكس درجات المياه الهادئة، خاصة في منطقة البار التي تتدرج فيها درجات الأزرق لتعكس ألوان البحيرة. كما أضيفت نوافذ تمتد من الأرض إلى السقف لتوفر إطلالات بانورامية تعزز التواصل البصري والوجداني مع الطبيعة المحيطة.

تميزت عملية التجديد بالحفاظ على عناصر المبنى الأصلية، حيث أُعيد استخدام الهياكل الداعمة والأثاث التاريخي بعد ترميمها بعناية. تم دمج العوارض الخشبية القديمة والرموز التاريخية بشكل متناغم، ما أضفى على المكان طابعًا أصيلًا يربط بين الماضي والحاضر. وحرص فريق التصميم على إعادة إحياء المبنى دون فقدان الذكريات التي يحملها، مع التركيز على الاستدامة من خلال إعادة التدوير واستخدام الموارد المحلية.

واجه المشروع تحديات كبيرة نظرًا لموقعه في قلب المدينة القديمة وارتباط أجزاء منه بجدار المدينة التاريخي، ما تطلب معالجة دقيقة تحترم القيمة التراثية وتراعي متطلبات البناء الحديث. التزمت عملية التجديد بمبادئ الاستدامة المعتمدة من المجلس الألماني للبناء المستدام، مع دمج تقنيات حديثة مثل الألواح الكهروضوئية واستخدام الحرف المحلية في التنفيذ.

يشمل المبنى بعد التجديد مطعمًا عصريًا، وقاعات للندوات، وشققًا فندقية توفر تجربة فريدة للزوار، إذ تمنحهم إحساسًا بالطفو فوق مياه البحيرة. ويعكس التصميم الداخلي تدرجات الأزرق والمواد الطبيعية، ما يعزز الشعور بالسكينة والارتباط بالبيئة المحيطة. وقد أضفى هذا التوجه في التصميم بعدًا جديدًا على تجربة الضيافة في المنطقة، جامعًا بين الراحة المعاصرة وأصالة المكان.

حظي المشروع بتقدير واسع، حيث نال جائزة البرونز في فئة التصميم الداخلي وجوائز المساحات التجارية والمعارض ضمن جوائز A' Design لعام 2025، تقديرًا لإبداعه في المزج بين الفن، والتقنية، والاستدامة، وتحسين جودة الحياة. يعكس هذا الإنجاز التزام فريق Gaus Architekten بالحفاظ على التراث وتقديم حلول تصميمية مبتكرة تثري المشهد المعماري وتلهم مستقبل التجديد الحضري.

يمثل هذا المشروع مثالًا يُحتذى به في كيفية إعادة إحياء المباني التاريخية بروح معاصرة دون التفريط بقيمتها الأصيلة، داعيًا المعماريين والمصممين إلى استلهام الدروس من توازن الأصالة والابتكار في مشاريعهم المستقبلية.