صدى السكينة: ملاذ حضري بتصميم ينقل الطمأنينة والدفء

مسكن خاص في تايبيه يوازن بين هدوء المواد وتغيرات الضوء اليومية

يتميز هذا المسكن الخاص، الذي يمتد على مساحة 198.35 متر مربع في تايبيه، بتسلسل مدروس للمواد والألوان يوجه الإحساس من لحظة الدخول وحتى أعماق المساحة الداخلية. يبدأ الانتقال من مدخل يكسوه الحجر الداكن وألواح الخشب الدافئ، ما يرسخ شعورًا بالأمان والانفصال عن العالم الخارجي. هذا الممر ليس مجرد مساحة انتقالية، بل هو عتبة نفسية تساعد على تصفية الذهن قبل الانغماس في أجواء المنزل الرحبة.

داخل المسكن، تندمج الأرضيات السلسة مع الجدران المطلية بملمس ناعم وأسطح الحجر الملمس، مما يخلق توازنًا بين العمق والدفء. ينعكس الضوء الطبيعي على هذه الأسطح طوال اليوم، فيرسم مزاجًا متغيرًا ويعزز الإحساس بالانفتاح والراحة. وتبرز هنا براعة تينواي تشينغ في استخدام التباين بين الخشب والحجر، حيث يضفي الخشب إحساسًا بالدفء بينما يمنح الحجر طابعًا هادئًا وعصريًا.

يعتمد تحقيق هذا التصميم على انتقال تدريجي في المواد والألوان، بدءًا من السقف المنخفض المغطى بقشرة الخشب الداكنة في المدخل، وصولًا إلى الأسقف المرتفعة والخشب الفاتح في المساحات المفتوحة. وتتكامل الأرضيات الخزفية مع الأسطح الناعمة، لتخفيف الصرامة البصرية وإضفاء لمسة من الألفة، بينما تساهم الأثاثات المنجدة بالجلد والأقمشة في تعزيز الراحة والدفء.

يركز التصميم على تجربة المستخدم، حيث توجه المواد وتدفق الضوء الحركة داخل المسكن، وتتحول الإضاءة تدريجيًا مع تغير أوقات النهار لتعزز التفاعل الحسي مع المكان. كما أن التصميم خالٍ من العوائق، ما يضمن سهولة الحركة وراحة طويلة الأمد لجميع أفراد الأسرة. وتؤكد الأبحاث التي أُجريت على المشروع أهمية التوازن بين اللون، الملمس، الصوت، والضوء في خلق بيئة منزلية هادئة وسط صخب المدينة.

واجه المشروع تحديات في تحقيق التوازن بين الفخامة والدفء، إذ كان الهدف هو تجنب المبالغة في الرفاهية مع الحفاظ على الأناقة والرقي. وقد تم ذلك من خلال اختيار مواد راقية وإضاءة دقيقة تبرز جمال التفاصيل دون تكلف، ما منح المسكن حضورًا هادئًا وجاذبية خالدة.

نال "صدى السكينة" جائزة الفضة في جائزة A' العالمية لتصميم المساحات الداخلية لعام 2025، تقديرًا لتميزه الفني والتقني. يعكس هذا التكريم التزام تينواي تشينغ وفريقه بابتكار بيئات سكنية تعيد التوازن والسكينة إلى حياة سكان المدن.

يمثل هذا المشروع دعوة لإعادة التفكير في مفهوم المسكن الحضري، وتحويله إلى مساحة تعيد للإنسان توازنه النفسي وتمنحه لحظات من الصفاء وسط زخم الحياة اليومية.