تصميم داخلي مبتكر لمقر سكوتيابنك يعيد تعريف بيئة العمل

مساحات مكتبية تجمع بين الحداثة، الراحة، والاستدامة في قلب مكسيكو سيتي

يبرز التصميم الداخلي لمقر سكوتيابنك كواحد من أبرز النماذج التي تعكس تطور مفهوم المساحات المكتبية في القرن الحادي والعشرين. استلهم المصمم خوان كارلوس بومغارتنر رؤيته من الحاجة إلى خلق بيئة عمل تجمع بين دفء المنزل واحترافية المؤسسات، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتطوير عادات جديدة لدى الموظفين. وقد تم تحقيق ذلك من خلال توزيع المساحات المفتوحة، واستخدام الإضاءة الطبيعية، وإدخال عناصر الطبيعة مثل النباتات، ما يعزز الشعور بالراحة والطمأنينة.

يتميز المشروع بتوظيف مواد عالية الجودة مثل الرخام، الزجاج، الخشب، والسجاد، إلى جانب أثاث مختار بعناية ليعكس هوية المؤسسة ويمنح الزوار انطباعاً أولياً إيجابياً. وقد أظهرت الدراسات أن دمج الفن والإضاءة الاستراتيجية في المساحات المكتبية يرفع من مستوى الرضا الوظيفي بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما حرص عليه التصميم في كل تفاصيله.

من الناحية التقنية، اعتمد المشروع على معايير الاستدامة، حيث تم تقليل استهلاك الطاقة واختيار مواد تشطيبات موحدة وصديقة للبيئة. كما تم توظيف ألوان دافئة في معظم المساحات، مع إبراز نقاط محددة بألوان زاهية لتعزيز الهوية البصرية للمؤسسة. وقد تم تنفيذ المشروع على مساحة 12,000 متر مربع، بمساهمة شركات متخصصة في الهندسة، الإضاءة، وإدارة المشاريع، ما يضمن تكامل جميع عناصر التصميم.

تسعى بيئة العمل الجديدة في سكوتيابنك إلى تعزيز التعاون والتواصل بين الموظفين، من خلال توفير مناطق تفاعلية وأثاث ديناميكي ومساحات للاجتماعات غير الرسمية. وتؤكد الدراسات الحديثة أن المساحات المفتوحة والتصميمات المرنة ترفع من إنتاجية الموظفين بنسبة 20%، وهو ما انعكس بوضوح في نتائج المشروع.

حاز التصميم على جائزة البرونزية في جوائز A' Design لعام 2025، تقديراً لتميزه في دمج أفضل الممارسات في الفن، العلم، والتقنية، وإسهامه في تحسين جودة الحياة داخل بيئة العمل. ويعد هذا الإنجاز دليلاً على قدرة التصميم المبتكر على تحويل المساحات المكتبية إلى أدوات تنافسية تعزز من قيمة المؤسسة عالمياً.

في الختام، يجسد مشروع سكوتيابنك رؤية مستقبلية للمكاتب العصرية، حيث تتكامل عناصر الجمال، الاستدامة، والتكنولوجيا لتوفير بيئة عمل ملهمة تدعم النمو المهني والشخصي. يمثل هذا التصميم دعوة للمؤسسات لإعادة التفكير في مساحاتها الداخلية، وجعلها منصات للإبداع والتواصل والرفاهية.