طاولة "تورا": حوار بين التاريخ والحداثة في التصميم المعاصر

تصميم مستوحى من عظمة الأهرامات يدمج المواد القديمة مع التقنيات الحديثة

استلهمت طاولة "تورا" من قوة وعظمة الأهرامات المصرية، التي شُيّدت باستخدام حجر طرة الشهير، رمز الصمود والتاريخ. انعكست هذه الرمزية في اسم الطاولة ومفهومها التصميمي، حيث تم دمج المواد القديمة مع عناصر معاصرة، لتجسد حواراً بصرياً بين الماضي والحاضر. اعتمدت عملية التصميم على بحث معمق حول متانة الحجر الجيري وتقنيات الزجاج الحديثة، ما أتاح اختيار مواد تضمن التكامل البنيوي والجمالي في آن واحد.

تتميز الطاولة بثلاث قواعد ضخمة تحاكي أحجار الأهرامات، وتجمع بين الدلالة التاريخية والرقي العصري. يعلو هذه القواعد سطح زجاجي سلس، يضفي خفة بصرية متناقضة مع ملمس الحجر الخشن. تم اختيار كل قاعدة بعناية فائقة من حيث المتانة والجاذبية البصرية، في إشارة إلى التزام التصميم بالجودة والابتكار، مع الحفاظ على روح الحرفية الخالدة.

لتحقيق التوازن بين قوة الحجر وسهولة الاستخدام، تم تصنيع القواعد من الألياف الزجاجية، ما سمح بمحاكاة ملمس الحجر الطبيعي دون زيادة الوزن. استخدمت تقنيات قولبة دقيقة لصنع قاعدة متينة تدعم السطح الزجاجي الأنيق، بينما يضمن السيليكون الصناعي تثبيت الزجاج بشكل آمن وسلس. هذا الدمج بين المواد والتقنيات يعزز من وظائف الطاولة ويجعلها قطعة عملية وجذابة في آن واحد.

تبلغ أبعاد طاولة "تورا" 850 × 850 × 450 ملم، وتتميز بسطح زجاجي مقوى مثبت بإحكام على ثلاث قواعد من الألياف الزجاجية المقطوعة بدقة. تضمن هذه المواد الثبات والمتانة وسهولة الصيانة، ما يجعل الطاولة مثالية للاستخدام اليومي وفي التجمعات الاجتماعية. كما أن الحواف الناعمة تعزز من عامل الأمان والراحة، بينما يضفي التصميم العام جاذبية بصرية ترفع من قيمة أي مساحة توضع فيها.

واجه المشروع تحديات تقنية وإبداعية، أبرزها تحقيق ملمس الحجر الطبيعي مع الحفاظ على خفة الوزن وسهولة النقل. قاد البحث في المواد إلى اختيار الألياف الزجاجية، التي جمعت بين الصلابة والمظهر الحجري. كما تم اعتماد تقنيات تثبيت متقدمة للزجاج لضمان المتانة والسلامة. وقد أثمرت هذه الابتكارات عن طاولة تجمع بين الإرث التاريخي وروح التصميم المعاصر.

حصدت طاولة "تورا" جائزة الذهبية في مسابقة A' Design Award لعام 2025، تقديراً لتفردها وريادتها في مجال الأثاث. تعكس هذه الجائزة مكانة التصميم كقطعة فنية متقدمة تجمع بين الفن، والعلوم، والتكنولوجيا، وتترك أثراً واضحاً في عالم التصميم المعاصر. تقدم "تورا" مثالاً على كيف يمكن للحرفية التاريخية أن تلهم ابتكارات مستقبلية تواكب متطلبات الحياة العصرية.

تقدم طاولة "تورا" نموذجاً يحتذى به في المزج بين التاريخ والحداثة، وتبرز كقطعة مركزية تضفي على أي مساحة لمسة من الفخامة والابتكار. يمثل هذا التصميم دعوة لإعادة اكتشاف القيم الجمالية الكامنة في التراث، وتوظيفها في حلول معمارية معاصرة تلبي تطلعات أسلوب الحياة الحديث.