توبيديكس: محطة حافلات مبتكرة تعيد تعريف الفضاء الحضري

تصميم مستوحى من الأنابيب الصناعية يدمج الذكاء والتفاعل في قلب المدينة

استلهم فريق التصميم في كلية التصميم الصناعي فكرة "توبيديكس" من الأنابيب الصناعية المنتشرة في المدن ما بعد الصناعية، معتمدين على رمزيتها الثقافية الحضرية لإعادة صياغة صورة المرافق العامة. يهدف التصميم إلى الحفاظ على ذاكرة المدن الصناعية مع تجاوز الصور النمطية السلبية المرتبطة بها، من خلال تقديم محطة حافلات تجمع بين الجمال الصناعي والوظائف الذكية.

تتميز "توبيديكس" بتفردها في التعبير عن العناصر الدائرية للأنابيب الصناعية، حيث تم تفكيكها وإعادة تشكيلها لتمنح المحطة امتدادًا وأناقة في الشكل والمعنى. الواجهة التفاعلية الجريئة باللون الأحمر تضمن وضوح المعلومات وسهولة التعرف عليها، مستلهمة من معاني الشجاعة والكفاءة. تقدم هذه الواجهة بيانات آنية حول أوقات الحافلات، الطقس، ونسبة الامتلاء، ما يعزز شفافية المعلومات ويمنح المستخدمين تجربة بصرية مباشرة وسهلة الفهم.

اعتمد التصميم على الفولاذ المقاوم للصدأ المصقول كمادة أساسية، لما يتمتع به من قوة وموثوقية، بالإضافة إلى ملمسه المعدني الفريد الذي يتغير مع اختلاف الزوايا. تم تزويد السقف بألواح شمسية قوية لتوفير الطاقة، بينما توفر مصابيح LED الزاهية والزجاج المصنفر إضاءة مريحة للمستخدمين. تم تقسيم المحطة إلى أجزاء معيارية قابلة للتجميع باستخدام موصلات مصبوبة وبراغي، لتحقيق توازن بين الجماليات والاقتصاد في التصنيع.

تعمل الواجهة التفاعلية على شاشتين: شاشة قياسية تعرض بيانات الوقت والطقس ونسبة الامتلاء، وشاشة بنسبة 16:9 تدمج المعلومات وتعرضها حسب أهمية رحلة المستخدم. تعتمد هذه الأنظمة على بيانات الكثافة السكانية للركاب، مما يتيح للمحطة تقديم معلومات دقيقة حول توقيت وصول الحافلات ونسبة الامتلاء المتوقعة، في إطار استراتيجية المدن الذكية.

جاء تطوير "توبيديكس" استجابةً للتحديات التي تواجه أنظمة النقل العام التقليدية، مثل محدودية التفاعل وشفافية المعلومات. أظهرت أبحاث التصميم أن دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في المرافق العامة يعزز من كفاءة النقل ويحول المحطة إلى نقطة تفاعل حضرية نابضة بالحياة. وقد حصل المشروع على جائزة البرونزية في جائزة A’ Design لعام 2025، تقديرًا لإبداعه ومساهمته في تحسين جودة الحياة في المدن.

يمثل "توبيديكس" نموذجًا رائدًا في تطوير البنية التحتية الذكية للمدن، حيث يجمع بين الإرث الصناعي والتقنيات الحديثة لتقديم تجربة نقل عام أكثر شفافية وراحة. يعكس المشروع توجهًا عالميًا نحو إعادة تعريف الفضاءات العامة كمنصات تفاعلية تعزز من جودة الحياة الحضرية وتدعم مفهوم المدن الذكية.