تصميم عبوة أرز "ليانشان هيي شان": حوار بين الطبيعة والابتكار

عبوة أرز صديقة للبيئة تجمع بين التراث الصيني والوظيفة العصرية

يتميز هذا المشروع بتبنيه لمفهوم "علبة الأرز كمسطرة لقياس شعرية المنظر الطبيعي"، حيث لم تعد عبوة الأرز مجرد وعاء تقليدي، بل تحولت إلى أداة تُمكّن المستخدم من استشعار جمال الطبيعة وتوثيق الصلة بين الإنسان وروح الأرض. يبرز التصميم كوسيط يجمع بين العاطفة الإنسانية والبعد الثقافي، ليمنح تجربة استثنائية تتجاوز حدود التغليف المعتاد.

أعاد يو زيجي إحياء الرموز الثقافية الصينية التقليدية مثل "فو، لو، شو، شي، كاي" (البركة، الرخاء، طول العمر، السعادة، والثروة) من خلال لغة بصرية معاصرة، مما أسهم في تجديد التراث الثقافي المهمل. ووفقًا لمبدأ "روعة التصميم تكمن في وظيفته"، تم دمج تدريج قياس داخل العبوة الداخلية، ما حولها إلى كوب قياس عملي يتيح للمستخدمين تكرار الاستخدام وتجربة الاستدامة بشكل ملموس. صُنعت العبوة بالكامل من ورق الكرافت القابل لإعادة التدوير، مما يعكس التزامًا صارمًا بمعايير الاستدامة البيئية ضمن إطار الاقتصاد الدائري.

تتجلى في التغليف الخارجي مشاهد طبيعية مستوحاة من موطن الأرز الأصلي، حيث تندمج مع حبات الأرز لتعكس جمال البيئة المحلية وجوهرها. أما التغليف الداخلي، فقد استلهم عناصر "الحظ، السعادة، طول العمر، الفرح، والثروة" من الفولكلور الصيني، معبرًا عن تطلعات الناس لحياة مزدهرة بلغة فنية بسيطة تجمع بين الواقعي والافتراضي، والتقليدي والحديث.

من الناحية العملية، أضاف المشروع تدريج قياس إلى العبوة الداخلية، ما جعلها أداة قياس عملية تعزز مفهوم الاستدامة من خلال إعادة الاستخدام، وتحقق تكاملاً مثالياً بين المنتج والتغليف. وقد أدى هذا الابتكار إلى زيادة المبيعات بنسبة 150% بعد إطلاق المنتج، وحصد جائزتين ذهبيتين من جوائز iF الألمانية وPentawards البريطانية، مما عزز مكانته تجاريًا وأثره في مجال التصميم.

واجه المشروع تحديات تتعلق بتكلفة الإنتاج، حيث تم استخدام ورق الكرافت الأقل تكلفة للسيطرة على تكلفة العبوة عند 5 يوان صيني، بينما يبلغ سعر البيع 138 يوانًا، ما ساهم في رفع هامش الربح للعملاء. هذا التوازن بين الجودة والتكلفة يعكس براعة التصميم ونجاحه في تحقيق أهدافه الاقتصادية والبيئية.

حصل تصميم عبوة "ليانشان هيي شان" على جائزة الفضة في جائزة A' Design Award لعام 2025، تقديرًا لتميزه الإبداعي والتقني، وإسهامه في إضفاء مشاعر الإعجاب والدهشة من خلال دمج الفن بالوظيفة والاستدامة.

يجسد هذا المشروع مثالًا رائدًا على كيفية تحويل عبوة منتج يومي إلى تجربة فنية وثقافية مستدامة، ويدعو المصممين والمستهلكين على حد سواء إلى إعادة التفكير في العلاقة بين التغليف، الطبيعة، والابتكار.