قاعة الأوركسترا السيمفونية: تحفة معمارية تجمع بين التراث الليتواني والابتكار الصوتي

ماريوس ماتيكا يبدع في تصميم قاعة سيمفونية تعزف سيمفونية الفن والتكنولوجيا

لطالما كانت الفنون مرآة تعكس ثقافات الشعوب وتطلعاتهم. ومن هذا المنطلق، يأتي تصميم قاعة الأوركسترا السيمفونية "سيمفوني" ليجسد هذه الفلسفة بأروع صورها، حيث يلتقي الإرث الثقافي الليتواني بالحداثة والابتكار في مجال الهندسة الصوتية. المصمم ماريوس ماتيكا، بالتعاون مع فريق "ماما" للمعماريين، يقدم لنا تحفة معمارية تستلهم جمالياتها من الرموز العرقية القديمة والأبجدية الرونية، مضفيًا بذلك طابعًا أسطوريًا على المكان.

يتميز هذا التصميم بنهجه الفريد الذي يعتمد على ما يشبه فلسفة "الليغو"، حيث تم تطوير عناصر قياسية مثل الرومبوسات والمثلثات والأسطح الملساء والمضلعة بعناية فائقة. ومن ثم تم تجميع الديكور الداخلي بطريقة منهجية، مع إضافة أو حذف العناصر حسب الحاجة، لتحقيق التوازن المثالي بين الجودة الصوتية والجمالية البصرية.

تم استخدام ألواح الجبس المغطاة بقشرة البلوط في تزيين الجدران، مع إدراج شرائط الإضاءة LED بينها، وأرضيات من باركيه البلوط، وأسقف من الجبس المطلي. ويعد هذا المشروع ليس بناءً جديدًا، بل إعادة تشكيل لمساحة معقدة الشكل تبلغ 1000 متر مربع.

تتمحور تجربة الاستماع داخل القاعة حول المستمع، حيث تم تصميم القاعة لتحقيق معايير صوتية جديدة كليًا، مصممة خصيصًا لأداء الأوركسترا السيمفونية بأعلى مستوى. وقد تم العمل على هذا المشروع منذ سبتمبر 2019 واكتملت أعمال الترميم في مارس 2023.

واجه المصممون تحديات عديدة، أبرزها العمل بالتعاون مع خبراء الصوتيات من فريق "أكوستيكا بلس" لتطوير العناصر القياسية وتجميعها بطريقة تحقق التناغم بين الأداء الصوتي الممتاز والجاذبية البصرية. وقد نال هذا التصميم جائزة الفضة في جائزة A' لتصميم المساحات الداخلية والتجزئة والمعارض لعام 2024، تقديرًا للابتكار والتميز الذي يمثله.

لقد أصبحت قاعة الأوركسترا السيمفونية الليتوانية، بتوقيع ماريوس ماتيكا وفريقه، رمزًا للتلاقي بين الفن والتكنولوجيا، ومثالًا يحتذى به في مجال الهندسة المعمارية والتصميم الصوتي، مانحةً الزوار تجربة استثنائية تخاطب الحواس وترتقي بالروح.