تصميم "بين الحدود": تجسيد للتواصل بين الداخل والخارج

المصمم سيدجليل موسوي يعيد تفسير مفهوم الشرفة التقليدية

تتجلى الأصالة في تصميم المنازل عندما يُعاد النظر في العلاقة بين الفضاء الداخلي والخارجي، وهو ما يبرز في مشروع "بين الحدود" الذي يُعيد تفسير الشرفة التقليدية في مدينة همدان الإيرانية كفضاء حيوي يربط الداخل بالخارج. يستلهم المصمم سيدجليل موسوي فكرته من البيوت القديمة، حيث تُعتبر الشرفة جزءًا لا يتجزأ من المعيشة اليومية، ليُعيد استخدامها بطريقة مبتكرة تُعزز الاتصال بين المنزل والمدينة.

يتميز التصميم بـ"أظرف" من الطوب على كل جانب، تُذيب الحواجز التقليدية وتُحول الفضاءات إلى امتدادات لمنطقة المعيشة، مما يوفر إطلالة على الأفق والسماء ويُعزز الربط بين طوابق المنزل. يُعد هذا التصميم تجسيدًا للانسجام بين الحياة الداخلية والخارجية، مما يُعزز الشعور بالانتماء للمدينة.

تم تنفيذ المشروع باستخدام مواد تقليدية مثل الطوب للأجزاء الخارجية، والرخام الأبيض للأرضيات والجص للجدران في الأجزاء الداخلية. يُعبر التصميم عن توازن بين الأصالة والحداثة، حيث يُعيد تفسير المواد التقليدية بأسلوب معاصر.

يُقدم المشروع مساحة تبلغ أبعادها 14 مترًا في 10 أمتار وارتفاع يصل إلى 11 مترًا و40 سنتيمترًا، ويشتمل على الطابق الأرضي الذي يضم المساحات الداخلية والمتصلة، وموقف للسيارات، وجناح صغير، ومخزن. الطابق الأول يحتوي على غرفة الطعام والمعيشة، المطبخ الرئيسي، حمام، وغرفة للضيوف، بينما يضم الطابق الثاني غرفتي نوم للأطفال، غرفة نوم للوالدين، غرفة طعام، مطبخ صغير، وحمام، لتلبية احتياجات العائلة.

تم تنفيذ المشروع بين مارس 2020 وفبراير 2022 في مدينة همدان غرب إيران، وهو يُعبر عن توازن بين رغبات العميل وخصائص الموقع الفريدة. تم الجمع بين المناقشات الموسعة بين المعماريين والعائلة والبحث في تاريخ الموقع وسياقه الحضري، لتقديم تصميم يُعيد تفسير الشرفة التقليدية كمنطقة وسيطة نابضة بالحياة.

واجه المشروع تحديات عدة، بما في ذلك قلة الميزانية المخصصة للبناء، الاستجابة لرغبات أفراد العائلة، والحصول على موافقة خبراء البلدية على الخطة. ومع ذلك، تمكن المصمم من تجاوز هذه التحديات لتقديم مشروع يُعبر عن العلاقة الداخلية للمنزل كخلية معمارية مع المدينة.

جميع الصور من تصوير محمد حسن اتفاق، والفيديو من إنتاج حامد زنجنه. وقد حاز التصميم على جائزة البرونز في جائزة A' للعمارة والبناء وتصميم الهياكل لعام 2024، تقديرًا للتصاميم المبدعة والمبتكرة التي تُثبت الخبرة والمهارة، وتُسهم في تحسين نوعية الحياة وجعل العالم مكانًا أفضل.